يمكن أن يكون تغير لون العيون إلى الأصفر علامة على عدة حالات صحية، بعضها قد يكون خطيرًا. من الضروري معرفة الأسباب المحتملة لهذا التغير ومتى يجب طلب المساعدة الطبية.
اللون الطبيعي لبياض العين (الصلبة) يكون عادةً أبيض ناصع. ومع ذلك، قد يلاحظ بعض الأشخاص أن لون عيونهم يتحول إلى الأصفر. يُعرف هذا التغير باسم “اليرقان العيني”، ويمكن أن يكون مؤشرًا على مجموعة من الحالات الصحية. في هذا المقال، سنتناول الأسباب المحتملة لتغير لون العيون إلى الأصفر، وكيفية التعامل مع هذه الحالة.
الأسباب الشائعة لتغير لون العيون إلى الأصفر
يعود سبب اللون الأصفر في العيون غالبًا إلى تراكم مادة البيليروبين في الدم، وهي مادة صفراء تنتج عن تحلل خلايا الدم الحمراء. الأسباب الشائعة لهذا التراكم تشمل:
- مشاكل الكبد: الكبد هو العضو المسؤول عن معالجة البيليروبين. عندما يتعرض الكبد للتلف أو الإصابة بأمراض مثل التهاب الكبد أو تليف الكبد، يصبح غير قادر على معالجة البيليروبين بشكل فعال، مما يؤدي إلى تراكمه وظهور اللون الأصفر في العيون.
- أمراض المرارة: انسداد القنوات الصفراوية، التي تحمل العصارة الصفراوية من الكبد إلى الأمعاء، يمكن أن يؤدي إلى تراكم البيليروبين. يمكن أن يحدث هذا بسبب حصى المرارة، أو الأورام، أو التهابات القنوات الصفراوية.
- فقر الدم الانحلالي: في هذه الحالة، تتحلل خلايا الدم الحمراء بسرعة أكبر من المعتاد، مما يزيد من كمية البيليروبين التي يجب على الكبد معالجتها. إذا كان الكبد غير قادر على مواكبة هذه الزيادة، يمكن أن يتسبب ذلك في ظهور اللون الأصفر.
- متلازمة جيلبرت: هي حالة وراثية شائعة تؤدي إلى زيادة طفيفة في مستويات البيليروبين في الدم. غالبًا ما تكون غير ضارة، ولكنها يمكن أن تسبب اصفرارًا خفيفًا في العيون.
الحالات الطبية الأخرى المرتبطة بالعيون الصفراء
بالإضافة إلى المشاكل المرتبطة بالكبد والمرارة، هناك حالات أخرى يمكن أن تؤدي إلى تغير لون العيون إلى الأصفر:
- العدوى: بعض الالتهابات الفيروسية أو البكتيرية يمكن أن تؤثر على الكبد أو القنوات الصفراوية، مما يؤدي إلى اليرقان. على سبيل المثال، يمكن أن يسبب التهاب الكبد الفيروسي أو التهاب القنوات الصفراوية هذا التغير في لون العيون.
- الأدوية والمكملات الغذائية: بعض الأدوية يمكن أن تؤثر على الكبد وتؤدي إلى زيادة مستويات البيليروبين. من الضروري مراجعة أي دواء جديد أو مكمل غذائي مع الطبيب، خاصة إذا كان هناك تاريخ لأمراض الكبد.
- اضطرابات الدم: يمكن أن تؤدي بعض اضطرابات الدم، مثل الثلاسيميا أو فقر الدم المنجلي، إلى تحلل خلايا الدم الحمراء بسرعة أكبر من المعتاد، مما يزيد من مستويات البيليروبين في الدم.
متى يجب استشارة الطبيب؟
من المهم استشارة الطبيب في الحالات التالية:
- إذا كان هناك تغير مفاجئ في لون العيون إلى الأصفر، خاصة إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الألم البطني، التعب، فقدان الوزن، أو الحمى.
- إذا كنت تعاني من أمراض الكبد أو المرارة أو كنت تستخدم أدوية يمكن أن تؤثر على الكبد.
- إذا لاحظت أي تغييرات أخرى في الصحة العامة مثل البول الداكن أو البراز الفاتح، والتي قد تشير إلى مشاكل في الكبد.
التشخيص والعلاج
تشخيص سبب تغير لون العيون إلى الأصفر يبدأ عادةً بفحص طبي شامل واختبارات للدم لتقييم وظائف الكبد ومستويات البيليروبين. قد تكون هناك حاجة أيضًا إلى تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية لتحديد المشاكل في الكبد أو المرارة.
يعتمد العلاج على السبب الأساسي. في حالة أمراض الكبد أو المرارة، قد يكون العلاج الدوائي أو الجراحي ضروريًا. أما في الحالات الناجمة عن الأدوية، فقد يوصي الطبيب بتعديل الجرعات أو تغيير الدواء.
في النهاية، يعد تغير لون العيون إلى الأصفر علامة مهمة على ضرورة إجراء تقييم طبي. بينما يمكن أن يكون هذا التغير في بعض الأحيان غير ضار، إلا أنه يمكن أن يكون أيضًا مؤشرًا على حالات صحية خطيرة تتطلب تدخلًا طبيًا. لذلك، من الضروري عدم تجاهل هذه الأعراض واستشارة الطبيب للحصول على التشخيص والعلاج المناسب.