من هو آخر نبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم؟

آخر نبي أرسل قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو النبي عيسى عليه السلام، والمعروف في المسيحية باسم يسوع المسيح. يعد عيسى عليه السلام واحدًا من أولي العزم من الرسل، وله مكانة عظيمة في الإسلام. سنستعرض في هذا المقال سيرته ونبوته ودوره في الرسالة الإلهية.

سيرة النبي عيسى عليه السلام

ولد عيسى عليه السلام في بيت لحم في فلسطين لأمه مريم العذراء. يعتبر ميلاده معجزة إلهية، حيث وُلد من غير أب، وقد نفخ الله فيه من روحه. وقد وردت قصة ميلاده في القرآن الكريم في سورتي آل عمران ومريم.

نبوته ورسالته

بعث الله عيسى عليه السلام رسولًا لبني إسرائيل، لدعوتهم إلى عبادة الله وحده وإصلاح ما فسد من عقائدهم وسلوكهم. وقد أيده الله بمعجزات كثيرة لتكون دليلاً على صدق نبوته، منها إحياء الموتى، وشفاء المرضى، وإخبار الناس بما يخفون.

التعاليم والدعوة

دعا عيسى عليه السلام إلى التوحيد وعبادة الله وحده، ونبذ الشرك والرياء. كما دعا إلى مكارم الأخلاق والعدل والمحبة. كانت رسالته تكملة وتأكيدًا لما جاء به الأنبياء السابقون، وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: “وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ” (سورة آل عمران: 50).

المعجزات والآيات

من أبرز المعجزات التي أجراها الله على يد عيسى عليه السلام:

  • إحياء الموتى: كان يحيي الموتى بإذن الله، وقد حدث ذلك في عدة مناسبات، ومنها إحياء ابن الأرملة وقيامة لعازر.
  • شفاء المرضى: كان يشفي الأعمى والأبرص بإذن الله، وقد شفى العديد من المرضى وأعاد لهم صحتهم.
  • إنزال المائدة: طلب الحواريون من عيسى عليه السلام أن يدعو الله لإنزال مائدة من السماء، فاستجاب الله لدعائه وأنزل المائدة كمعجزة لهم.
  • الكلام في المهد: تكلم عيسى عليه السلام في المهد كطفل، مبررًا براءته وبراءة أمه، ومعلنًا رسالته ونبوته.

رفعه إلى السماء

وفقًا للتعاليم الإسلامية، لم يمت عيسى عليه السلام على الصليب كما يعتقد المسيحيون، بل رفعه الله إلى السماء، ونجاه من مؤامرات اليهود والرومان. وقد ورد في القرآن الكريم قوله تعالى: “بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ” (سورة النساء: 158).

عودته في آخر الزمان

يؤمن المسلمون بعودة عيسى عليه السلام في آخر الزمان كعلامة من علامات الساعة. سيعود ليكون حاكمًا عادلًا، ويقتل المسيح الدجال، ويقيم العدل، ويملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعد أن ملئت ظلمًا وجورًا.

المكانة في الإسلام

يحتل عيسى عليه السلام مكانة رفيعة في الإسلام، ويُعتبر من أعظم الأنبياء والمرسلين. يذكره المسلمون بالاحترام والتقدير، ويؤمنون بمعجزاته ورسالته. ويُذكر اسمه في القرآن الكريم في العديد من الآيات، مما يبرز مكانته وأهميته.

أمه مريم العذراء

تحتل مريم العذراء مكانة خاصة في الإسلام، فهي المرأة الوحيدة التي ذُكرت باسمها في القرآن الكريم، وخصصت لها سورة كاملة تحمل اسمها. يُشاد بعفتها وإيمانها وصبرها، ويُعتبر ميلاد عيسى عليه السلام منها معجزة من معجزات الله.

الدروس المستفادة من حياة عيسى عليه السلام

يمكن استخلاص العديد من الدروس والقيم من حياة عيسى عليه السلام، منها:

  • الإيمان والتوحيد: دعوته إلى عبادة الله وحده ونبذ الشرك تعزز من قيمة التوحيد في حياة المسلم.
  • الأخلاق الحميدة: تعاليمه حول المحبة والتسامح والعدل تدعو المسلمين إلى التحلي بأخلاق النبيين.
  • الصبر والثبات: صبره وثباته في مواجهة التحديات والابتلاءات يعلمنا كيف نكون صابرين ومحتسبين.

الخاتمة

في الختام، يُعد عيسى عليه السلام آخر الأنبياء قبل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويحظى بمكانة عظيمة في الإسلام. سيرته ومعجزاته وتعاليمه تمثل جزءًا مهمًا من التراث الإسلامي، وتظل درسًا للمسلمين في الإيمان والأخلاق والصبر. نسأل الله أن يوفقنا لاتباع هدي الأنبياء والمرسلين، وأن يجمعنا بهم في جنات النعيم.

Scroll to Top